السماء هي السماء، والشمس هي الشمس، والقمر هو القمر، والنجوم هي النجوم، ولكن تراب الأرض التي أمشي عليها هو المختلف، وهو ما يجعلني أشعر أحياناً بشعور مختلف تجاهها، فأحن لتراب بلادي الدافئة وتأملها من هناك..
أيام مرت ظننت أنني لن أستطيع تجاوز ذكرى ألمها ولكن ها أنا ذا بفضل الله عز وجل أتذكرها بدون ألم لله الحمد والشكر، وسينقضي الباقي كما أنقضى أوله إن شاء الله..
جالسة على كرسي أحمر كبير، وإبرة مغروسة في إنبوب مزروع في صدري، وأكياس أدوية مملة لا تنتهي بسهولة، والكثير من الإبر، ومن حولي مرضى كثر، الفرق بيننا العمر فجميعهم كبيرين في السن، وأنا الوحيدة الأصغر بينهم، وحجابي الذي يجعلني محطاً لأنظارهم وراحة لي، وكتابي المميز بحروفة الجميلة..
إنتهيت من قراءة رواية غرناطة من شهر، ولكن لم يكن لدي الوقت لأكتب عنه، وأقرأ الآن كتاب حدثنا البحر لـ د. محمد العريفي، وهو في الأساس برنامج قدمة الدكتور في رمضان، وتمت كتابة حلقاته وجمعها في كتاب.
فاتتني بشارة بداية موسم الرطب، وبدل أن أكل الرطب وجنيه، فانا هنا أجني الكرز :| ،الجميع يقول لي تخلصتي من شمس الصيف الحارقة :/ ولكنني اشتقت لصيف بلادي وأجوائه، أكل المثلجات ووقت الظهيرة والغرف الباردة بأجهزة التكييف، للمزرعة ورائحة الثرى تحت النخيل وظلها البارد، جو الصباح الصافي وأصوات العصافير من شباك غرفتي.
وهذه قهوتني الآن، فالكثير تغير خلال هذه الأشهر ولكن قريباً بعد شهرين إن شاء الله سيعود كل شيء كما كان :|